نصائح في اختيار الزوجة
السؤال :
ما هي الخطوات السليمة والتي -بإذن الله- هي من خير الوسائل لاختيار الزوجة الصالحة, أرجو التفصيل حتى في أهل الزوجة؟ أثابكم الله.
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن سؤالك عن مثل هذا الأمر دليل على حذقك وفطنتك. إذ هذا الأمر الذي سألت عنه من الأهمية بمكان، مع أن الكثيرين لا يلقون له بالاً. إذ الولد الصالح من أسمى غايات النكاح. ولا يشك عاقل في أن الزوجة هي المحضن الأول الذي يتشرب منه المولود الأفكار، والعقائد، والقيم، والعادات والتصوُّرات الأساسية عن الكون وعن الخالق سبحانه وتعالى.
فيتحتم أن تكون هذه الأم على المستوى اللائق لاحتضان هذه النبتة التي تحتاج إلى الكثير من الرعاية. وقد كان سلفنا الصالح يحرصون على كل ذلك أشد الحرص. والأدلة الشرعية داعية إلى ذلك. يقول صلى الله عليه وسلم: "تخيروا لنطفكم" أخرجه ابن ماجة (1968)، والحاكم (2734).
وهذا من أهم أنواع البر بالولد، وهو الإحسان إليه قبل ولادته باختيار الأم الصالحة له. وأما أهل الزوجة فيصدق عليهم ما يصدق على الزوجة إذ صلاحها –في الغالب- دليل على صلاحهم. ولكن ينبغي التحري عنهم على كل حال، وذلك لما لهم من دور خطير في تربية الأبناء إذ أنهم في الغالب يترددون عليهم، فيأخذون عنهم الكثير من الأخلاق والعادات.. وأختم هذه العجالة بنقاط محددة لعلك تسترشد بها، وستجد لذلك الخير الكثير –إن شاء الله-.
1- عليك بتصحيح نيتك في أمورك كلها، ومنها إرادتك للنكاح، يقول صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى..." صحيح البخاري (1)، وصحيح مسلم (1907).
2- عندما تريد اتخاذ قرار في شأن يهمك، فعليك بالاستخارة –صفتها معروفة- يقول جابر –رضي الله عنه-: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها..." صحيح البخاري (1166).
3- استشارة أهل العلم والفضل والاختصاص، والعمل بمشورتهم.
وإن باب أمر عليك التوى *** فشاور لبيباً ولا تعصه
4- التوكل على الله عز وجل وعدم التردد، بل ينبغي للمسلم أن يقدم بعد أن أعد وسائل النجاح.
- وخلاصة الأمر كله قوله صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" صحيح البخاري (5090)، وصحيح مسلم (1466). والله أعلم.
منقول