الزواج... هل أصبح حلما للرجال؟ قضايا الشباب
قد يستغرب البعض من هذا العنوان، هل تحول الزواج حقا إلى حلم بعيد المنال يراود الرجال العرب.
صديقي اشرف قال لي أنه عندما ينظر إلى المرآه و يرى علامات الأربعين تلفح و جهه بالشعر الأشيب و التجاعيد،
يشعر بالألم ويتحول إقتراب عيد ميلاده الذي يصادف في شهر آب الى كابوس، فجميع الأهل والأصدقاء يقولون له كلاما واحدا : أربعون عاما وأنت وحيد، غدا عندما تصبح في الستين من سيعتني بك؟
حالة صديقي ياسر الذي يعمل بوظيفة محترمة ولم يولد بملعقة ذهب في فمه، كحالة شريحة أفقية واسعة من الرجال الذين لا يستطيعون أن يتزوجوا، فهل بدأنا حقبة جديدة في العلاقات الإجتماعية اسمها عنوسة الرجل.
ومن هو الرجل العانس؟ هو الرجل الذي تجاوز سن 35 من دون زواج، وأنه غير قادر على الزواج في أي وقت قريب.
لحد الآن لا يوجد إحصائية حقيقية لنسبة الرجال العوانس في البلاد العربية لأن أغلب النسب والبحوث تهتم بعنوسة المرأه، لكن الملاحظ للحياة والناس يرى تماما أن نسبة عنوسة الرجال كبيرة وهي بازدياد.
لكن لماذا يعزف الشباب عن الزواج؟
إن الأسباب عديدة معظمها مادية مثل تأمين السكن والأثاث والدخل الثابت وبعضها بسبب غلاء تكاليف الزواج والمهر من العادات الإجتماعية التي غطاها الزمان بعفنه والتي يجب أن يؤمنها الرجل، ومطلبات بعض البنات وأهلهن الذين يعتبرون الزواج مناسبة للتباهي، وكما قالت لي إحدى الزميلات أن الفتاة تبحث عن الرجل الجاهز؟
نظرت إليها بتعجب وقلت : ماذا تعنين بالرجل الجاهز؟
قالت الرجل الذي يمتلك منزلا وسيارة ودخلا كبيرا؟
قلت : طيب والشاب حديث التخرج والعمل كيف سيستطيع الزواج؟
...... وبعد نقاش وحديث خلصت إلى نتيجة أن أكثر الفتيات إذا كن على علاقة مع شاب وإتفاق قد يغيرن موقفهن إذا تقدم لهن رجل جاهز.
إني لا ألوم الفتيات فهن كالرجل العربي محكوم عليهن بالعادات البالية لكني أقدم هذا كبحث عن أسباب الظاهرة.
و بالتالي الشاب صاحب الدخل الجيد أي الدخل الذي لا يقل عن 800 جنيه سودانى يجب أن ينتظر عامين حتى يستطيع أن يدخر ويبني منزلا وعاما أخر حتى يستطيع أن يؤمن تكاليف حفلة الزواج، أي أن هذا الشخص يجب أن يدخر راتبه كله ويبقى من دون لباس جديد وأكل وشرب واستئجار بيت لو كان مكان عمله في محافظة غير محافظته.
لكن ماذا يستطيع أن يفعل شاب مثل صديقي الصادق الذي يعمل حديثا في مجال ليس لهو علاقة بمسار دراسته هذا الشخص لن يستطيع أن يتزوج حتى لو إنتظر سنين ضوئية .
حالة ومطلب إنساني
إذا كان الغير اخلاقية عند الإنسان، هو حالة طبيعية، وغريزية ملحة، موجودة فيه لاستمرار النوع، وطلب المجتمع تحقيقها وتنظيمها عن طريق الزواج، وأدان كل العلاقات الخارجة على الزواج ,فكيف سيستطيع الإنسان كان رجل وكانت إمرأة أن يحقق هذا المطلب الطبيعي إذا كان غير قادر على أن يتزوج ليستقر عاطفيا وجنسيا ويكون أسره, ومتى سيكون قادرا على الإبداع وإختراع الجديد الذي يفيد به بلده اذا كان رهين هذا المحبس، فلاهو قادر أن يتزوج ولا هو قادر على إقامة علاقه ما.
و اذا كان المجتمع متسامحا إلى حد ما مع الرجل لو كان عنده علاقة خارجة على الزواج فهل سيتسامح مع المرأه. لا بالتأكيد؟ فالويل لها إذا قامت بنفس الأمر وقد يصل الأمر إلى إلى القتل.
إقراحات وحلول
حاولت التفكير بحلول لهذه المسألة لكن يبدو أن حلها ليس سهلا وأي إقتراح سكون مثاليا في وضع ومجتمع مثل مجتمعنا فهل سيتخلى الناس عن عاداتهم ومطلباتهم ويعملون على تخفيف التكاليف الباهضة لحفلات الزواج مثلا والتي تصل أحيانا إلى حد الميالغة، في حين يمكن أن يوفر الشاب هذا المبلغ المصروف لتكون حفلة العرس متواضعة ويستخدم المبلغ الباقي في مشروع لمستقبله، مفيد له ولبلده.