الزواج بعد شهر العسل...هل يتحول إلى حلبة لصراع طواحين الهواء؟! قضايا الشباب
هذا يحدث فقط عندما نعيش أيام الخطبة بعالم الخيال الوردي الجميل ونتصور أنه سيستمر طول العمر. لا شك أن هناك فرقاً بين الخيال والواقع وإن لم يدرك الرجل ذلك بدأ بلعن اليوم الذي تعرف فيه على زوجته,
وبدأت المرأة بالصراخ, بصمت( هذا ليس فتى أحلامي) اقتحمت عالم زوجين أصيبا بخيبة أمل بعد الزواج ويتمنى كل منهما أن يتغير الآخر ليسير مركب الحياة بهما.
السيدة سحر ربة منزل تقول: تحديت الجميع, حتى والدي الذي لم يكن أحد يستطيع أن يقف بوجهه مع ذلك لم يستطع إبعادي عن حبيبي والارتباط به وذلك لأنه أكبر مني بخمسة عشر عاماً, لا أدري كنت أجده رجلاً بمعنى الكلمة, قوي الشخصية ورغم ذلك كان حنوناً ورومانسياً.
وبعد أن تزوجنا وعشت معه فترة قصيرة من السعادة الخيالية عاد بعدها للعمل الذي أحسست أنه يحبه أكثر مني, أصبح لا يهتم بي وعندما أنجبت ظننت أنه سيفرح كثيراً ويعود للبيت مبكراً, هذا لم يحدث بل زاد ابتعاداً والعذر هو العمل, وهنا أدركت أنني مجرد واجهة أراد أن يجمل بها صورته الاجتماعية, أبحث عن مهمة لي في حياته غير الإشراف على الطعام وتربية الأبناء, فلا أجد شيئاً, أعيش مع زوجي غريبة, وحيدة, أيامي متشابهة غدي كأمسي وليلي كنهاري, حتى أنه يسخر مني كلما تحدثت معه وطالبته بحقوقي, يتهمني بالمراهقة وعدم النضوج, والأصعب أنه يكره أن أزور أحداً, وأن يزورني أحد, أصبحت أحسد كل زوجين يتقاسمان يومهما ويتبادلان العاطفة.
السيد مأمون الزوج يقول:أتمنى من زوجتي أن تتخلى عن نظرتها الخيالية للحب والزواج وأن تقف على أرض الواقع عن طريق فهم طبيعتي وشخصيتي, نعم هناك أزواج يجيدون الكلام المعسول ولكنهم ليسوا أزواجاً مثاليين وعلى العكس هناك زوج صامت أو مشغول ولكنه يكن لزوجته ولأولاده كل الحب ولكنه لا يجيد التعبير عن مشاعره وأنا من هذا النوع.
أنا لا أحب لزوجتي أن تخرج كما تشاء وأينما تشاء, أحب دائماً أن أضع حداً لهذا الأمر, وأعتقد أنني بمجرد أن تسنح لي فرصة للاستراحة من العمل أخذها والأولاد إلى أحد الاماكن الجميلة وأظن أن هذا يكفي.
الاختصاصية الاجتماعية هدى تقول: في الخطبة يرى كل طرف السمات الجميلة في الشخص الآخر, وبعد الزواج والتعامل الكامل يكتشف كل طرف عيوب الطرف الآخر, ويبدأ الصدام والصراع وبمرور الوقت يتلاقى البعض ويتنافر البعض الآخر. وتتوقف حالة التلاقي على درجة قبول كل من الزوجين طباع الطرف الآخر وقدرته على التعامل معها.
وفي رأيي أن المرأة أكثر تفهماً وتقبلاً للتغيير وهذا يختلف من امرأة إلى أخرى, ففي مثل هذه الحالة المشكلة ليست معقدة أبداً لأنه طالما استمرت الحياة الزوجية لسنوات من السهل الاستمرار, ولكن بقليل من التعقل والتسامح ودرجة عالية من التكيف, وعندما يتناقشان في أمر عليهما اختيار الوقت المناسب للتفاهم, أقصد حين تكون الأعصاب هادئة والتوتر أقل وبشرط عدم استخدام عبارات تثير الطرف الآخر.
وأود أن أطلب من الزوج أن يكرس وقتاً أكثر للجلوس مع أسرته, ومن الزوجة أن تشغل نفسها بأمور كثيرة, وطالماً أن لديها أولاداً لا أظن أن هذا صعب التحقيق, المهم أن يحرص كلاهما على استمرار الحياة الزوجية لأنه من أصعب الأمور تكوين أسرة لكن الأصعب الحفاظ عليها.